recent
أخبار ساخنة

لما سُمي الفهم ظُلماً

الوليد للكمبيوتر
الصفحة الرئيسية


قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ


لو أُتيحت لك الفرصه لتشارك إبراهيم -عليه السلام - في هذه اللحظة التي أكتشف فيها قومه أنه هو من حطم آلهتهم، هل كنت لتهرب؟ هل كنت لتوبخ إبراهيم -عليه السلام- على الإتيان بمثل هذا الفعل؟ هل كنت لتماطل القوم حتى تهرب من براثنهم أم كنت لتقف رجلاً كما وقف إبراهيم ؟ 

إيماني بأن لكل عصر خصوصية ولكل وقتٍ حديث هو ما سيدعني من تحليل الأمر بعين اليوم، وايضاً فإن نفس الإيمان هو ما يعزوني لأقول بأن كل الرجال هم نفس الرجال من لدن أدم الأب، حتى يومنا الحالي، هي الشخصية والنفسية ذاتها، لكن جال بخاطري سؤال، هل لو كان إبراهيم -عليه السلام- بيننا اليوم، أكان فعله يعني أنه لا يحترم الأديان؟ هل إبراهيم عنصري؟ لا يقبل الأخر؟ هل سنقف اليوم مع إبراهيم أم ضده؟ مع الحشد -الذي لم يكن موجوداً حينها- المؤيد؟ أم مع الحشد الذي يجتمع الأن لرؤية ما سيفعل النمرود بإبراهيم؟ 

إن الكثير منّا قد يمسي يلعن الفهم وما فهمه، لأنه ليس رجلاً كفايةً لأن يعمل بمثل هذا الفهم، ثم إنه ليتحولن إلى ما يشبه الظل، لم يأت الظل إلا من جوار النور، وكلما أشتد النور والضياء، أشتدت الظُله، وصارت تجمع الألاف والألاف، ربما كان علينا أن نكون أنقياء فيمر النور فينا وتنتهي شبهة الظل.



فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ

 يبدو أن الخطة الإبراهيمية قد نجحت، فقد رجع القوم بعدما قال لهم إبراهيم أن يسألوا صنمهم الأكبر لعله يجيب، أكان إبراهيم ساخراً من أفهامهم ومنطقهم، أم كان إبراهيم ساخراً من ألهتهم، أم كان الإثنين معاً، لاحظ أن إبراهيم يحاورهم من منطقِ المستغلب العال لا من منطق المستضعف الأسفل، لاحظ أيضاً أن إبراهيم كان متكلماً مفكراً مفوهاً، وأيضاً حصيفاً متحركاً فاعلاً، كان بإستطاعته أن يحطم الأصنام أمام أعينهم، لكن لو فعل، هل كان لينجح في تحطيم الأصنام في عقولهم كما فعل؟
أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
 
كلما قرأت هذه الأيات أتصور إبراهيم وقد رُبط إلى جزع شجر، وحوله النار من كل مكان، والناس في صمت مهيب، أشعر بأن " أفٍ لكم " كانت صفعةً على أوجههم لأنهم لم يفهموا فعل إبراهيم، و أفٍ لما تعبدون، فأنا الأن حرٌ من فكرٍ خاطئ أثبت خطأه، ولم يعد لي في هذه الحياة أسمى فعلاً.    إن إبراهيم كان يوقن أن المعركة ليست في معنى النصر، بل في معنى إحقاق الحق، ربما يأتي بعد إبراهيم بألف سنةٍ واحد يؤمن كما أمن هو، القضية كلها في إحقاق الحق وإبطال الباطل، ولا يهم أن تموت مهزوماً بعدها، أو تغدو منتصراً، لا يهم لأن ما يهم هو الفكرة والكلمه.
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ
author-img
الوليد للكمبيوتر

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent